الضيق من مجيء رمضان

وكلما كان الصوم موافقا للأحكام الشرعية كان أعظم أجرا. لكن للأسف الشديد هناك بعض الصائمين. لا يلتزمون هذه الأحكام فيرتكبون المخالفات التي تؤثر علي صومهم أو تنقص أجرهم وثوابهم‏,‏ ومن هذه الأخطاء ان بعض الناس لا يفرح بقدوم شهر رمضان ويضيق ذرعا به‏..‏ وحول مسألة التأفف من قدوم رمضان وتمني ذهابه يقول الدكتور حمدي صبح طه رئيس قسم أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر‏:‏ الذين يستثقلون صيام رمضان ويستطيلون أيامه ويستعجلون انتهاءه ويرون أن هذا الشهر ما أتي إلا لكي يحرمهم مما يحبون ويشتهون‏,‏ وانه شهر تعذيب وتكدير لهم مخطئون خطأ شديدا يدل علي سوء فهم لدين الله تعالي وما جاء به من تشريعات وعبادات لأن الدين ما جاء لتعذيب الناس وحرمانهم مما يحبون إنما جاء رحمة للعالمين‏,‏ قال تعالي في كتابه الكريم وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين‏,‏ الأنبياء‏107]‏ فالدين وما تضمنه من عبادات نفحة من رحمة الله تعالي ينبغي استقبالها بالبشاشة التي يستقبل بها الناس نعم الله تعالي الهامية عليهم قال تعالي وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا‏,‏ الإسراء‏82]‏ وقال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدي ورحمة وبشري للمسلمين‏,‏ النحل‏89]‏ وفي خصوص فريضة الصيام نجد الله تعالي يقول في آية شهر رمضان يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر‏,‏ البقرة‏185]‏ ومن هنا نعلم أن الله تعالي ما فرض علينا الصيام إلا لأنه مصلحة لنا ويعود بالخير علينا‏.‏
هذا من جهة ومن جهة أخري فان ضيق الإنسان بشهر الصيام يتنافي مع حسن الخلق الواجب مع الله عز وجل إذ إن حسن الخلق كما يجب مع الناس فانه يجب أيضا مع الله عز وجل‏,‏ ومعني حسن الخلق معه سبحانه وتعالي هو أن يكون الإنسان منشرح الصدر بأوامر الله تعالي ونواهيه‏.‏