من طرف مبدع الإثنين يوليو 19, 2010 5:06 pm
أحلى صدفة
رؤية نقدية بقلم : محمد أحمد برمو
رئيس نادى الأدب بقصر ثقافة ادكو
العطاء الثقافي المتجدد للمبدعين المصريين , دليل على خصوبة هذه الأمة , ومن أهم روافد هذه الثقافة " الأدب" الذي سجلته أقلام أبناء مصر النابغين , وليس غريبا أن يكون عميد الأدب العربي – الدكتور طه حسين – مصريا .. وليست مصادفة أن يكون أمير الشعر العربي – أحمد شوقي – مصريا .. بل امتدت ريادة الأدب المصري عندما حظى بالتقدير العالمي وحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب سنة 1988 .
بالإضافة لجوائز عالمية أخرى من هيئات ومؤسسات دوليه معنية بالأدب لمصريين آخرين ..
وديوان " أحلى صدفة " للشاعر محمد عبد الجواد
يأتي في سياق المنظومة الإبداعية التي تتبوأ فيها مصر مكان الصدارة ..
هذا الشاعر ينتمي لإدكو أحدى مدن إقليم البحيرة .. هذه المدينة الواعدة تقع بين الإسكندرية غربا ورشيد شرقا على شاطئ البحر المتوسط . ذات المعالم الطبيعية الخلابة .. بساتين النخيل , والمسطحات المائية – البحر والبحيرة – والرمال الذهبية التي شهدت مولد الشاعر محمد عبد الجواد ... هذه المعالم الساحرة كفيلة بميلاد العباقرة والأدباء والفنانين , إلى جانب معالم تنموية أخرى تتمثل في صناعة النسيج واستخراج الغاز الطبيعي ..
المدينة لها تاريخ عريق في الأدب بداية من الشاعر عبد الله بن سلامة الإدكاوى فى القرن السابع عشر الميلادي وحتى بزوغ نجم الشاعر محمد عبد الجواد مرورا بالأدباء عبد الحليم قطيط , أمين عبد القوى , سلامه غباري , محمد محمود زيتون , شعبان خميس .. وجيل الشباب الشعراء. عبد المنعم العقبى , أحمد صلاح كامل , خميس حسون , ناصر محلاوى , هاني عشرة , أسامه كمال .. وغيرهم كثيرون صدحت أنغامهم الشجية في سماء المجد الأدبي .. أما قصائد الديوان فهي تتنوع بين المقطوعات العامية والزجل والفصحى وقصيدة النثر والأغنيات .. هذا التنوع يثرى العمل الفني بالتشويق والإثارة .. أما السمة الغالبة على قصائد ديوان " أحلى صدفة " فهي روح الرومانسية الحالمة المفعمة بالحيوية والتدفق والانطلاق والتحرر حيث تشف عن عمق معاني العاطفة المتوهمة التي يكسوها الجموح تارة , والهدوء تارة أخرى ..يقول محمد عبد الجواد
صراع وعناق بين العاشقين
ودنيا ورديه بالحب والحنين
في حلبة الحب آهات وأنين
لذة وخمر بالنشوى تشعرين
أخال شاعرنا في زورق ينساب بين أمواج حانية , شراعه الحب ودليله الغرام وزاده السهر ولغته النجوى , يضئ طريقه شعاع القمر , وتحرسه النجوم . وتداعب النسمات الرقيقة وجنات العاشقين فتبعث النشوى في الأوصال عندئذ يهمس الى حبيبته :
لو تعرفي قد إيه بحبك وبصوتك بتاخديني
ما كنتي تبعدي عني ساعة ولا لحظة تفارقيني
أنتي هدية ربنا عوضني بيكي حرمان سنيني
أنتي فرحى وسعدي وحبك في شراييني
وهكذا تمضى قصائد الديوان المشبوبة بالغزل فينطلق بنا الشاعر من مشهد إلى أخر . متوحدا مع محبوبته تارة مفارقا لها تارة أخرى .. يؤرقه الوجد والسهاد لو تخلفت عن موعدها , وتلتهب المشاعر وتحتدم الأشواق عند اللقاء ..
تحمل عناوين بعض القصائد وهجا من سني روحه , تنم عن شاعريه مفرطة , فقد أضفى الشاعر على رفيقته كل صفات الكمال مستلهما صورة "فينوس" ربة الجمال في الأساطير الرومانية .. نستدل على ذلك بعناوين قصائد مثل " فارسة أحلامي , كاملة الأوصاف ، مولاتي ، فاتنتي " إذ تحمل مناجاة في محراب الحب لفاتنته التي فجرت ينابيع العشق فراح يتغنى بأوصافها الملائكية في يسر وعفوية وتلقائية .. إن هذه القصائد في مجموعها – تحمل في ثناياها جماليات الشعر وتجلياته عندما تكون التجربة صادقة , والخيال جامحا والمعاني متدفقة عبر لغة حية بسيطة استطاع الشاعر ترجمة أشواقه العارمة بألفاظ متوافقة مع المعنى المراد .. وبرغم بعض الهنات في الوزن الشعري ، إلا أن ذلك يعود إلى حداثة العهد بالصياغة الفنية ..
لقد توقفت كثيرا أمام بعض القصائد التي أراها بلغت تمام النضج الفني , ومنها – على سبيل المثال – هذه القصيدة الرائعة التي أعدها من أجمل قصائد الديوان على الإطلاق
يا أغلى الحبايب
أنا وعى غايب
وقلبي اللى دايب
فى ليل البعاد ..
بيسأل عليك
ومشتاق اليك
وبسمة عنيك
فى ليلة سهاد ..
قربى الخطاوى
ياروح الغناوى
وقلبى اللى غاوى
يمشى لك بلاد ..
هذه الرباعية الجميلة ذات المعانى المتدفقة يختمها الشاعر بقوله
ياحبى الكبير
دا قلبي الكسير
فى حبك أسير
وإنتى المراد ..
انى ارشح هذه المقطوعه للغناء ودنيا الطرب والتلحين فهى جديره – بما تحمله من صور ومعانى – ان تعيد لنا قبسا من نور الزمن الجميل للاغنيه .
الملاحظه الجديره بالتسجيل ان عاطفه الحب لايجب ان تقتصر على مفردات الغرام والهيام والتشبيب .. بل تسمو لتصبح شريعه المحبين للوطن , المؤمنين بالتضحيه فى سبيله , وتحقيق اماله فى النهضه والتقدم وقد يتسائل البعض وهل يعالج الشعر هذه القضايا ؟
اليست المقالات والبحوث هما المنوط بهما هذا التوجه ؟
واجيب بأن الشعر تجربه انسانيه حيه نابضه فى افئده تسع العالم كله, وهو ترجمان الاحاسيس نحو مفردات الحضاره الانسانيه والقيم الخالده والرموز المؤثره فى مسيره الحياه , " والحفاظ على الهويه العربيه فى عصر العولمه " ان اختزال هذه العاطفه وتحديدها فى اطار العشق والغرام يعد – فى رأيى – قصور عن شموليه هذه العاطفه الانسانيه .. وأرى ان شاعرنا محمد عبد الجواد يستطيع بقلمه وفكره وموهبته ان يتجاوز هذا الاطار المحدود , وان يرتقى الى التعبير الصادق عن هموم وقضايا الانسان المعاصر ومعاناته وآماله وطموحاته نحو غد ارحب .. ونحو حياة تسودها الحريه والخير والجمال .. وانى على ثقه من قدرته على صياغات تحتشد بكل هذه القيم والمعانى الخالده ..
محمد احمد برمو
رئيس نادى الادب بادكو
مايو 2010
السبت فبراير 06, 2021 1:39 pm من طرف محمود العياط
» ديوان حصان فى مرماح
الأحد يونيو 24, 2018 2:08 pm من طرف محمود العياط
» ديوان راشيا الوادي محمود العياط
الخميس مايو 11, 2017 1:38 pm من طرف محمود العياط
» ديوان لسن لفـأ رقم 29
الخميس فبراير 02, 2017 7:49 am من طرف محمود العياط
» قصيدة مسقط العامرة تضج بالضياء
السبت يوليو 23, 2016 12:59 pm من طرف محمود العياط
» ايجار سيارات استرتش * ليموزين * للزفاف العرائس
الإثنين مارس 23, 2015 6:21 am من طرف رضوى رودى
» • ايجار ليموزين مصر شركة العلا للسياحة .
الإثنين ديسمبر 08, 2014 1:50 am من طرف رضوى رودى
» • أرقام شركات ومكاتب ايجارسيارات بمصر 01008383000
الأربعاء ديسمبر 03, 2014 8:03 am من طرف رضوى رودى
» • مع العلا ليموزين تأجر جميع السيارات بأحدث المودي
الخميس نوفمبر 13, 2014 7:08 am من طرف رضوى رودى